الردم الجائر يهدر 70 بالمائة من المنجروف والتجريف «كارثة»
صحيفة اليوم - « جعفر تركي، أحمد المسري - القطيف » - 29 / 8 / 2010م - 1:29 م
تجاهل أي موافقة للجنة الرباعية تتعارض مع القرارات السامية
بيئة المنجروف مهددة بالانقراض
في الوقت الذي تتعالى فيه اصوات تعترض على عمليات ردم الشواطئ لما لها من مخاطر بيئية، تنادي بضرورة إيقاف أعمال الردم وبشكل سريع وإعطاء مجال لدراسة بيئية وافية لشواطئ المنطقة الشرقية إلا أنه في المقابل تشاهد الجرافات وهي تقوم بأعمال الردم متذرعة بحصولها على الإذن من اللجنة الرباعية التي هي الأخرى لم توضح المعطيات التي من خلالها تم منح إذن الردم إن كان صدر في الأصل بحسب ما اتضح في مواقع تم ردمها دون علم اللجنة.
كوارث صحية
ويؤكد عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله، أن استمرار الردم الجائر والتجريف على سواحل المنطقة الشرقية سيؤدي لكوارث صحية وبيئية داعياً إلى تضافر الجهود مع الأرصاد وحماية البيئة للحفاظ على البيئة. وقال نصر الله: من المهم الإعلان عن شرف وطني بمشاركة الجهات الحكومية والأهلية ليكون منطلقاً لتعميم ثقافة صحية وبيئية وحماية البيئة.
معنى حقيقي
وقال عضو مجلس الشورى نجيب الزامل ان مجلس الشورى يهتم بقضايا الشأن العام وما يناقش بالشأن العام التي دائماً ما تكون جديدة ومستحدثة وتكون أكثر أهمية وتعطي المعنى الحقيقي ونحن نحرص على أن نشارك في مواضيع الشأن العام فكل يوم أحد نخصص ساعة لمناقشة مثل هذه المواضيع ومن ضمن المواضيع التي طرحتها على أعضاء مجلس الشورى موضوع أهمية شجر المنجروف أو القرم أو الشورى.
كائن حي
وأضاف الزامل أنه إذا أردت ازالة شجرة القرم أو المنجروف فإنها تتمسك بشدة في الأرض فهي أكثر كائن حي بالعالم يتمسك بالحياة فهي تتمسك بالأرض عن طريق جذورها ولا تريد أن تخرج من الأرض ولكن باليد العابثة تزال هذه الشجرة الثمينة وذات القيمة الغذائية الكبيرة.
دفن البحر
واعتبر نجيب الزامل عمليات التجريف والردم التي التهمت ما يقارب من 70 بالمائة من نبات القرم كارثة عالمية فهناك مناطق دفنت بالكامل بالأميال المربعة وبغير معرفة ولا دراية، لذلك فليس هناك مسوغ واحد على عمليات دفن البحر.
شجر الشورى
وقال الزامل: لم تقتصر أهمية شجر الشورى على البحر فقط فقد ثبت أن هناك أشجار منجروف تزرع في الصحاري وتعيش في البراري ولها دراسة كبيرة ويستفاد منها في كثير من الأمور ومن خلال ذلك فقد نوقشت أهمية هذه الشجرة في المجلس ووقف جميع أعضاء مجلس الشورى مع شجر الشورى والحفاظ عليه لأهميته وقالوا يجب الوقوف دون ردمه أو إزالته. كما أن مجلس الشورى جدول الموضوع واستجاب للطرح الذي طرحناه عن هذا الشجر العملاق وسوف يكرس موضوعا له كما سيتم تقديم اقتراح من مجلس الشورى من اللجان المتخصصة لتقديمه للمقام السامي مباشرة.
اجتماع موسع
وقال عضو مجلس الشورى والمشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية الدكتور عبد الجليل السيف: انه تم عقد اجتماع موسع ضم عددا كبيرا من المندوبين المختلفين من الجهات المعنية بهذا الخصوص ونوقش هذا الموضوع ورفعت توصيات حول الاهتمام بشجر المنجروف وعن الردم الحاصل وهناك جهد كبير من قبل الجمعية ورفعت توصيات كبيرة جدا إلى الرياض لرفعها للجهات المعنية وهذا العمل نقوم به قبل 3 اعوام من الآن.
وحدة متكاملة
ويوضح عضو مجلس الشورى أستاذ التقنية الحيوية الزراعية بجامعة الملك فيصل الدكتور جميل بن محمد آل خيري ان البيئة تعتبر عموما وحدة متكاملة مهيأة للعيش والتكاثر لمجموعة من الكائنات الحية محددة نوعياً وكمياً حسب الظروف المناخية وتركيبة التربة السائدة في منطقة ما.
وأضاف انه عندما يطرأ تغير في احد مكونات البيئة تتغير نوعية وكمية الكائنات الحية التي باستطاعتها العيش والتكاثر فيها وذلك حسب درجة التغير. مشيرا إلى أنه في حال كان التغير مدمراً فإن الحياة فيها تصبح مستحيلة فتنقرض أو تهاجر الكائنات الحية الخاصة بتلك البيئة.
توسع عمراني
وذكر أن نبات المنجروف يعتبر أهم نباتات البيئة الساحلية بالمملكة حيث يوفر مأوى ومصدر غذاء مباشرة أو عبر التسلسل الغذائي للعديد من الكائنات الحية اهمها اقتصادياً الروبيان والعديد من الأنواع السمكية.
وبين أنه ونظراً لما تشهده البيئة الساحلية من تغيرات تعرضها للتدمير اثر استغلالها في التوسع العمراني والصناعي وما ينتج عنه من ملوثات مثل المخلفات الصلبة والمبيدات والكيماويات الصناعية والتسربات البترولية والصرف الصحي غير المعالج، باتت بيئة المانجروف مهددة بالإنقراض وبالتالي تلاشي الكائنات التي تعتمد عليها مما يهدد الثروة السمكية بالمملكة. وللتخفيف من الاضرار البيئية يجب أن تمارس الطرق العلمية لإدارة البيئة الساحلية لتضمن التنمية المستدامة التي تكفل الحفاظ على مكونات البيئة من دون تغير مع الاستفادة من مواردها للأغراض التنموية لخدمة الإنسان.
دفن غابة
وقال عبدالله حمد الوتيد من الهيئة السعودية للحياة الفطرية: ان النظام البيئي الذي يوفره شجر المنجروف وأهميته وما رافقه من دفن غابة بأكملها في خليج تاروت منذ عام 1973هـ والردم الذي ناله عام 1986م وعام 1994م. وقارن الوتيد بين الساحلين الشرقي والغربي والأخطار التي يتعرض لها شجر المنجروف محملاً الرعي الجائر في الساحل الغربي الحد من انتشار المنجروف وحمل الردم والتجريف في الساحل الشرقي مسئولية القضاء على المنجروف.
ملكيات خاصة
وقال الوتيد: إن الساحل الغربي لا يخضع للملكيات الخاصة بعكس ما هو عليه الحال في الساحل الشرقي والتي تعتبر مشكلة تواجه المسئولين عن حماية شجر المنجروف منوهًا إلى ترتيب زيارة للوفد الياباني أو غيره لزيارة ودراسة أشجار المنجروف على الساحل الشرقي.
وبين أن الثروة البحرية ستقل إلى 70 بالمائة في حال بقي الردم على ما هو عليه الآن. وحول انضمام الهيئة السعودية للحياة الفطرية للجنة الرباعية في المنطقة لتكون ركيزة وعونا للحفاظ على شجر المنجروف قال الوتيد: إن الهيئة تسعى منذ زمن للانضمام إلى اللجنة وقريبًا سيتحقق ذلك.
حذرت منظمة حماية البيئة الطبيعية «اى يو سى إن» من تعرض بعض أنواع أشجار المنجروف التي تتكون منها الكثير من الغابات حول العالم لمخاطر كبيرة حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى تعرض سدس هذه الأشجار للزوال. وقالت المنظمة إن احد عشر نوعا من بين أنواعها السبعين وضعت على القائمة الحمراء للاشجار المعرضة للزوال.
ويرجع الخبراء أسباب تراجع أعداد هذه الأشجار إلى عوامل مثل التغيرات المناخية وقطع الغابات وتحويل أراضيها إلى أراض زراعية.
وقال واضعو الدراسة: «إن خسارة أشجار المنجروف ستكون لها آثار مدمرة على الاقتصاد والبيئة».