رمضانيات القطيف في الذاكرة الشعبية
خاص: التوافق: معصومة المقرقش | 12/08/2010 - 03:04
رمضانيات القطيف في الذاكرة الشعبية
للخليجين العديد من العادات والتقاليد الرمضانية بالإضافة إلى الفروض والطاعات التي يدعو الدين الإسلامي إلى الالتزام بها في الشهر الفضيل , والقطيف ليست استثناء من هذه القاعدة، فرمضان في القطيف هو نفسه رمضان السنين السابقة والسنين اللاحقة , ولكن حصلت بعض الاختلافات في العادات الرمضانية المتعارف عليها , حيث استجدت بعض العادات ودرست بعضها .
ويقول الباحث التأريخي علي الدرورة في كتابه " رمضان في الذاكرة الشعبية " إن أهالي القطيف قديماً كانوا يعتمدون في التيقن من ثبوت هلال الشهر الكريم على علماء الدين في المدينة بعد أن يتم التحقق من الأفراد الذين شاهدوا الهلال " , لافتا إلى أن أهالي سيهات كانوا يتوجهون إلى جبل قرين وهو أعلى تل مرتفع بالمدينة سعيا لرؤية هلال رمضان .
ويضيف " وما أن يبدأ الشهر الكريم تعم الحركة في الحياة الاجتماعية فتكثر الزيارات بين الأقارب والجيران, وتفتح المجالس أبوابها لقراءة القران, ويتنافس القراء في تلاوة القران الكريم ", موضحا أنها من الصور الرمضانية التي اشتهرت بها المحافظة.
ويبين أن شهر رمضان يحمل زخما هائلا من التراث الإسلامي, والذي هو نسخ مكرره عند معظم الشعوب الإسلامية, ولهذا تتشابه العادات والتقاليد الرمضانية, مضيفا أن التراث الإسلامي افرز تراثا مشتركا لوحدة الشعوب الإسلامية تحت راية الإسلام.
وتقول إحدى النسوة لـ " شبكة التوافق الإخبارية " ان قبل حلول شهر رمضان بثلاثة أيام تبدأ العوائل الميسرة بتمويل البيت بالمؤونة الضرورية ( الماكلة ) من" الطحين , البلاليط –( الشعيرية ) حب الهريس , الدهن فضلاً عن التمر والذي يعد من الأساسيات الضرورية للإفطار .
وتضيف " كنا قديما نساعد أمهاتنا على غسيل القدور في العين في أواخر شهر شعبان استعدادا للشهر الكريم, وتجري عملية تنظيف البيت على قدم وساق, كما تتم صناعة السفرة الخاصة بشهر رمضان, وهي من سعف النخيل .
وتابعت " ما إن كان يعلن عن هلال رمضان خرج الصغار في الشوارع مرحبين بشهر الصوم و البركات مرددين " حياك الله يا الرمضان أبو القرع و البيديان – البيدجان " أما ربات البيوت فكن يقمن بتنظيف أواني الطبخ خاصة قدور الهريس و دق الحب.
وتقول " أما الرجال فكانوا يستعدون لاستقبال الشهر الفضيل من خلال تنظيف المساجد والحسينيات و تزويدها بالمصاحف والأدعية الدينية ".
وترى ان تقدم الزمان أدى إلى انحسار تلك التقاليد القديمة في التراث القطيفي , والموروث الثقافي الديني نتيجة لمظاهر العادات الوافدة, والضغوط الاقتصادية, وسرعة إيقاع الحياة السريعة.