ظلمتم سنة الخليج ورحتم تستنهضون العالم لإغاثة العرب الشيعة في الأحواز

خليل المرزوق * - 8 / 5 / 2011م - 8:13 م

مالكم والشيعة العرب في الأحواز تستصرخون العالم نصرة لهم و
لحقوقهم، وحثا للعالم أن ينصفهم و يعطيهم حق تقرير المصير لأنهم مظلومين
مهمشين مقصيين ومميز ضدهم، تريدون أن تقنعوا العالم بأنكم مع الحق تناصرون
المظلوم أين ما وجد، ولا فرق بين سني وشيعي، ويلكم ألا تخشون إن حصل هؤلاء
الشيعة العرب في الأحواز على حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية أن يسطع
نجمهم، ويستأثروا بالحكم، ويشكلوا نظاما عميلا للنظام الإيراني ويعاديكم
وينكل بكم؟

واعجباه، ألا تصدحون ليل نهار من خلال خطبكم وبياناتكم
ومواقفكم بأن كل الشيعة العرب في اصقاع الارض، وبالأخص في الخليج، عملاء
للنظام الإيراني وأتباع له، كانوا أقلية أو أكثرية، وفي أي منطقة كانوا،
ويجب عزلهم وإبعادهم عن القرار والجيش والإعلام والوزارات وكل مناحي
الحياة، حتى بتم تتأسفون أن ليس منكم سباكين ونجارين وحمالين، بحيث لا
تحتاجون الى أي من الشيعة في شيء، وإن أمكن نفيهم الى إيران أفضل، إلا
العرب الشيعة في ايران يجب إنصافهم واستنهاض الأمم لهم، وكل إنصاف للعرب
الشيعة في الخليج يصبح خطر على سنة الخليج، وأنظمة الخليج! إلا عرب
الأحواز، فسيكونون عملاء إن هم أنصوفوا على حد قولكم؟

فتشت بين
ثنايا خطابكم لعلي أجد كلام يمكن أن يحمل على خلاف ظاهره فيكون فيه رحمة او
رسالة أمل، كما هو تصويركم لاستصراخكم لنصرة العرب الشيعة في الأحواز، فلم
أجد الا سيوف تقطع بقايا شعيرات وصل لم تنحرها افعالكم، كلنا نأمل في خطاب
لم شمل منكم، أو تهدئة، او توسط، فلم نسمع الا التهديد و التخوين والتنكيل
والقطيعة، فهل غرتكم كثرة مزعومة روج لها الاعلام الأعور وصدقتم زعمكم،
حيث قالوا 450 ألف تجمعوا، وقلنا لم لا.

حق لكم أن تتجمعوا، ومن
حقكم أن تطالبوا، وتستجاب طلباتكم الحق، اما ما كان منها فيه جور وظلم، فلا
الدين الذي تلبستموه- فليس من الدين الظلم ولا من الدين الكذب ولا من
الدين الجور، ولا الانسانية التي انسلختم من جلها- برقصكم على جراح شركائكم
في الوطن وتشفيكم منهم وتحريضكم عليهم- ولا المنطق الذي فارقتموه يعطيكم
الشرعية، وإن زعمتم عددكم، فلم تكن الغلبة، على افتراض وجودها، تستوجب
الظلم و الجور، دينا وانسانية و منطقا، وإلا لم هذه الحرب بالجيوش على كثرة
من اجتمع بالدوار مع صدقيتها بشهادة العالم، وليس اعلام الكذب والتزييف
الذي روج لكم.

فاذا كان حق الكثرة ان تطلب ما تشاء بمنطقكم، حق كان
ام باطل، فلا مناص من الاستجابة لكثرة الدوار لانها الغالبة، أما ومن يريد
الجدال في الكثرة لمن، فمن يدعي الكثرة لماذا كان يرفض فكرة المجلس
التأسيسي وهو تمثيل حقيقي للناس وبنسبة تمثيل 60%، ولماذا يرفض صوت لكل
مواطن في توزيع الدوائر، ولماذا يرفض الدائرة الواحدة بالتمثيل النسبي،
ولماذا يرفض الاستفتاء العام العادل، لماذا رفض كل خيار به رأي مباشر من
الشعب كل الشعب في خيارات المجلس النيابي او الحكومة؟

ومن يدعي
الكثرة، لماذا يقول أن أي تحول ديمقراطي حقيقي سينتج عراق آخر دموي، لان
السيطرة لطائفة واستئثار لفئة، ولماذا الخوف من تحول الحكومة إلى نظام موال
لإيران والغلبة لكم، والصوت المرجح لكم بكثرتكم وغلبتكم في سياسات الحكومة
كما تدعون، وإن لم تكن الغلبة لكم فهل أن الشيعة العرب في البحرين يجب أن
يقمعوا و الشيعة العرب في الاحواز يجب أن ينصفوا، أهذا من الدين أو
الإنسانية أو العقل ؟

ولو أنكم اكتفيتم في رفض التحول الديمقراطي
فقط وعطلتموه فقط، لقلنا وجهة نظر ولازال المجال مفتوحا للإقناع، ولكن أن
تعلقوا المشانق وتحفزون على قتلنا وسجننا و إعدامنا وتتشفون من جراحنا
وآلامنا وتتسابقون بالافتراء و الكذب لسجننا وفصلنا وظلمنا، ولم تكتفوا
بتأجيجكم الطائفية في بلدنا وحثكم بتشكيل الميلشيات التي روعت الأهالي ،
حتى جبتم الأمصار تروجون لطائفيتكم، وتزيفون الحقائق، ولم يصدقكم الا
أمثالكم، ورجعتم خائبين منكسرين، فرحتم توصمون كل منظمة دولية بأنها عميلة
لإيران أو تطبق أجندتها، وكل وسيلة إعلام عالمية حرة بأنها إيرانية، حتى
عدوة إيران اللدودة أمريكا أصبحت تطبق أجندة إيرانية، والأمم المتحدة
إيرانية، وأصبح الكون كله يطبق أجندة إيرانية فقط كي لا يعطى هذا الشعب
بسنته وشيعته حقه في الديمقراطية كأي شعب آخر؟

ألا تعلمون أي جريمة
في حق السنة في الخليج قبل البحرين اقترفتم، لقد أخرتم، وأقول أخرتم ولم
تنهوا، لأن التغيرات قادمة، شئتم أم رفضتم، وشاءت الأنظمة الخليجية أم
رفضت، لكنكم ظلمتم السنة قبل الشيعة، بتأجيجكم الطائفية في كل الخليج، من
أن يكون السني الخليجي كالسني العربي؟

لماذا السني العربي الآن يختار نظامه بالكامل والسني الخليجي لا يقدر أن يختار حكومته أو جزء منها ؟

لماذا
للسني العربي يختار ممثله وبكامل الصلاحية ولا يستحق السني الخليجي أن
يكون له ممثله النيابي عن حق، لماذا تريدون من السنة أن يكونوا رعايا وليس
مواطنين كاملي حقوق المواطنة، لماذا تريدونهم يأخذوا حقوقهم بالمكرمات وليس
بالتوزيع العادل للثروة، لماذا تريدونهم يتوظفوا بالمحسوبية والواسطة ومن
خلال الفساد الاداري ، أو من سحت التمييز، أو وظائف الغصب بعد ما يفصل
شركائهم في الوطن غيلة وغدرا، ولا ينالوا ذلك حق كباقي المواطنين في أي بلد
يحترم مواطنيه ؟!

نقول لماذا لا تريدون للسنة، لأنكم طرحتم أنفسكم
ممثلي للسنة، وراجعوا خطاباتكم! أقول لكم لماذا، لأنه لو حصلوا على حقوقهم
كمواطنين فلن يحتاجوكم، وإذا لم يحتاجوكم فقدتم سبب وجودكم تنتفعون
لأنفسكم وأهليكم من وراء معاناتهم وسلبهم كرامتهم، تتربعون أنتم وعوائلكم
المناصب العليا في الدولة والتقرب من الدواوين.

حقا لقد ظلمتم سنة الخليج ورحتم تستنهضون العالم لإغاثة العرب الشيعة في الأحواز.