( الإهداء : إلى زارعي الرايات الخافقة حباً لله .. فوق المواقع والقمم .. بعد أن زرعوا في نفوس صغارنا أسمى الفضائل و القيم .. و ارتفعوا هم أعلام مجدٍ نفيء إلى ظلها ،، كلما لفحتنا حرارة الأحداث بنيرانها .. )
وحده " حسين " ذو السنوات الخمسة ، التفت إلى افتقار سيارة العائلة إلى رايةٍ صفراء ، تواكب مسيرتها إلى القرى المحررة ، طلب من والدته التوقف لشرائها ، و لما لم يجد تجاوباً لعدم إمكانية الحصول عليها ، بعد ابتعادهم عن بيروت ، بدأ بثه المتواصل على موجة الإزعاج الطويلة ، على ترداد مقداره طلبات كل خمس دقائق :
- ماما .. ماما .. توقفي و اشتري لي راية .. أريد أن أحملها من هنا .. من نافذة سيارتنا ..
- سأشتريها لك عند لقائنا باول بائع للرايات .. أما الآن فتأمل معنا جمال جنوبنا الرائع ..
- تأمليه أنت ، أما أنا فسأبحث على الجانبين عن بائع رايات ..
و تابعوا وسط أهازيج النصر سيدهم ، وانطلقت التعليقات حول مشاهدات الطريق من كل أفراد الأسرة ، علقوا على كل شيء ، على رتل السيارات الذي يسبقهم ، و الآخر الذي يسبقونه ، على الجبال التي عممها الربيع بسندس الجنة ، بعد أن أهداها الشتاء فوح الكرامة من نجيع الشهداء
الشهداء ..
كان الشوق يختلس انفراجات السير ، ليبدو مع حُباب الكلمات المتناثرة ، على جانبي كل مفترق و أنظار الاطفال تطبعه لهفة على السهل و الوادي و المنحدر .. وحده " حسين " ، كان يلوذ بالصمت الحانق الكئيب وسط كل هذه الروعة ، كانت أمه تختلس النظر إليه من المرآة لترى عينيه تضيقان ، بحثاً عن بائع رايات .. و لكن .. نظراته خاب مسعاها ..
طال الطريق ، و طال للمرة الأولى في العمر جماله و " حسين " ما انفك يبحث عن ضالته ، و ضالته مستحيلة ، لأن الراية الصفراء باتت هوية انتماء مشرف ، ولا يحلو دونها مسير في مواكب التحرير ، عجباً ! ، كيف اغفلوها في غمرة تراحم فرح الانتصار بكآبة ذكرى شهداءٍ مضوا ، و هو خطاٌ فادح ، لن يغفره لهم حسين أبداً ..
كانت قلعة الشقيف وجهتهم ، ميقات حجهم الجنوبي الطويل ، منه سيحرمون و منه سينطلقون إلى بوابة فاطمة ، ليرموا إلى فلسطين جمرات شوقهم ، يرجمون بها الشيطان الاسرائيلي الجاثم فوقها ، واصلت الأم تجاهلها وجه صغيرها المحتقن غضباً و حزناً ، وصلت إلى القلعة ، نزلت مع أولادها ، مأخوذة بمشاعر اللقاء مع التاريخ المحرر .. صاح حسين فجأة :
- أمي .. ماما .. انظري هذا صبي يحمل راية .. سليه أن يعطيني إياها ..
- " كفى يا حسين ، كفاك إلحاحاً ، و هو يحمل رايته ، و هو سعيد بها ، هيا لنرى القلعة " ، نادت أولادها الباقين ، و هي تمسك قبضة حسين الذي حاول الإفلات منها و هو يقول :
- اشتريها منك أرجوك ، ربما رضي ببيعها ، إن ثمنها لا يتجاوز الثلاثة آلاف ليرة ..
لم تقتنع الأم بما قاله صغيرها ، كيف ستحرم طفلاً آخر ، راية هو سعيد بحملها ، فخور يتظللها ؟
أحكمت قبضتها على يده ، و مضت لكنه استطاع الإفلات .. رفض متابعة السير تسمر في مكانه ، فتضجرت منه كثيراً ، لفد أفسد عليها فرح لقائها بالقلعة التاريخية المحررة ، لم تكن قد أنجبت هذا الصغير المشاكس ، لم تكن قد تزوجت أصلاً منذ اثنين و عشرين عاماً ، عندما احتلها الغزاة الصهاينة ، هي لا تزال حتى اللحظة تحس مرارة الشعور الذي سكن قلبها ، القهر الذي سود اممها صفحة أيامها ، لقد أفسد عليها حسين مشاعرها في هذا النهار ، شوه عليها حمال استعادة الذكريات ، أو جمال اكتساب ذاكرة جديدة ، حرة .
ركض حسين باتجه الصبي ، كان فتى صغيراً ، يجلس على حجر في الساحة الترابية ، حيث تقف الباصات .. كان يحتضن بين يديه رايته الصفراء ، و قد بدا سعيداًً بها .. جمدت الأم من مكانها تراقب المشهد عن بعد .. رأتهما يتحادثان ، بدا حسين أمام الفتى متوسلاً ، بينما بدا الفتى إزاءه رافضاً ، مشت مرغمة باتجاههما و تبعها صغارها الباقون ، و لدى وصولها نهرت ابنها :
- حسين كفاك توسلاً .. عيب يا ولدي .. هو أيضاً يحب أن يحمل رايته ، لا يجوز لنا إطلاقاً أخذ حاجيات سوانا على غير رضىً منهم ، هيا بنا ، لا تفسد علينا رحلتنا .
أحنى حسين رأسه ، و تساقطت من عينيه دموع طال في مقلتيه سجنها ، بعد أن طال مع الصبي جداله دون جدوى ن آلمها منظره باكياً في يوم تفرح فيه حتى الثكالى المفجوعات بأولادهن ، فعزمت على شراء الراية من هذا الطفل الصغير ، و أقنعت نفسها أنه ربما يحتاج مالاً ، هذاعلى الأقل ما أوحى به مظهره البسيط ، المتواضع ، تأملته قبل أن تحادثه بدا لها في حوالي العاشرة أو الحادية عشرة من سنيه ، أحست ان إقناعه سهل جداً ، فتحت محفظتها و أخرجت منها ثلاثة آلاف ليرة و مدتها إليه قائلة :
- ألا تبيعنا الراية ؟إليك ثمنها ثلاثة آلاف ليرة !
أشاح بوجهه عنها و قال بعصبية ظاهرة :
- " لن أبيعها يا سيدتي ، لقد قلت هذا لولدك ، لكنه يبدو عنيداً جداً ، اعانك الله عليه " ، ، اذهلتها لهجته الواثقة ، لقد بدا بعد حديثه أكبر سناً ، ظنت أن المبلغ لم يعجبه ، فتذكرت أنها في منطقة بعيدة لذلك فهي ستكون أغلى ثمناً ، هذا أمر طبيعي ، فحاولت حسم الموقف على طريقتها .. ناولته خمسة آلاف ليرة !
لاحظ هذه المرة حركتها ، فهز رأسه رافضاً و كرر : " قلت لك لن أبيعها " ، أرادت الإسراع لتنهي الموقف :
- حسناً خذ الثمن الذي تريد ، لو كنا في بيروت لوجدناها ببساطة ، اطلب ما شئت ..
لم يطلب ثمناً ، أصر على رفضه ، و أعلن لها أن القضية لا علاقة لها بالثمن ، هو لن يبيعها الراية .. رفعت المبلغ أضعافاً ، لاذ الفتى بالصمت ، تواصلت توسلات ابنها ، و استمرت عروضها المغرية ، ولكن كلا العروض و التوسلات اصطدمت بجدار الرفض الصلب الذي رفعه الفتى بينهم ، و لما باءت محاولاتها بالفشل ، عادت إلى ابنها تقنعه بمتابعة السير و العودة إلى القلعة ، لكن ابنها بدا مجنون راية يريدها بأي ثمن ، و في محاولة منها لإقناع صغيرها بلا جدوى إصراره ، أخرجت من محفظتها ورقة مالية من فئة المئة ألف يرة و قالت للفتى و هي تشعر بهول المغامرة بمبلغ كهذا :
- " إليك هذه كلها .. أعطني هذه الراية كي أسكته ، مدت إليه يدها وهي تخشى فعلاً أن يقتنع الآن و يأخذ المئة ألف ليرة مقابل راية لا تزيد كلفة صنعها عن الألف ليرة ، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما تكلم الفتى بعد أن نقل نظراته بين المئة ألف و الراية باستهجان عدة مرة عديدة و بعد صمت طويل ، قال بثبات الرجال و تصميمهم :
- " وفري عليك كل هذا التعب سيدتي ، فأنا لن أبيع الراية لو أعطيت مقابلها كل مال الدنيا ، إنها أمانة من أخي الشهيد ، لقد أقسمت له إنني سأزرعها يوم فوق أحد المواقع عند تحريرها ، أنظري ! هل ترين تلك الراية الصفراء الخافقة فوق القلعة ؟ لقد كانت توأم هذه ، و أنا أعطيتها للشباب تنفيذاً لوصيته فزرعوها عني .. احتفظي بمالك سيدتي و ثقي إنني لن أبيعها ..
تجمدت يدها ذهولاً .. إعجاباً .. ببطء بطيء أعادتها إلى محفظتها ، أمسكت مرة أخرى يد ابنها و قد أكبرت الفتى الماثل أمامها .. و في ذروة انشغال حواسها بالموقف الفذ ، ترك ابنها يدها و أسرع إليه قائلاً له :
- " أرجوك دعني احملها لخمس دقائق فقد ، سأعيدها إليك فوراً .. "
نقل الفتى نظراته بين الأم المتسائلة و طفلها ، وجدت الأم أن الموقف المستجد حل مثالي للمشكلة ، فقالت للفتى مقنعة إياه :
- " لا بس دعه يحملها قليلاً ، سأتكفل لك بإعادتها .
رضي الفتى و ناوله الراية ، و أخيراً حقق حسين مشتهاه ، و مضى يركض باتجاه القلعة ، و هو يعدو و يتراقص في مشيته ، و يلوح بالراية على إيقاع نشيد كان يردده بلغته البسيطة المتعثرة ، بدا منظره في بادئ الأمر مسلياً و مضحكاً ، لكن اختفاءه فجأة من أمام أعينهم ، أقلق الفتى و سألها و هو يلومها :
- " هل أعجبك ما فعله ابنك يا سيدتي ؟ لقد خدعني و هرب بها !
اطمئن يا بني ! إلى أين سيذهب بها ؟ سيحملها قليلاً و يعود فنحن لسنا من هذه المنطقة ، لفت الصغار الباقون أمهم إلى ضرورة الصعود إلى القلعة ، فدعته للصعود معهم و متابعة حسين عن قرب .. مشوا جميعاً خلف بعضهم ، كان الصعود صعباً للغاية ، لكنهم لم يجدوا امامهم ي ظل لحسين بقامته الصغيرة المكتنزة ، فراود الخوف قلب الأم ، و زادها صراخ الفتى خوفاً ، لأن يده كانت تشير إلى المنحدر برعب !
- " سيدتي !! أنظري إليه .. ناديه .. إنه هناك .. انظري "
استجابت الأم .. حدّقت .. لم تر شيئاً فكرر الفتى كلامه :
أنظري .. تلك الراية الصفراء .. هي تبدو وحدها بين هذه الكثافة الخضراء تنحدر نزولاً .. إنه هو ، لكن لم يرى وسط هذه الأشجار .. ناديه لكي يعود .. قبل أن يدوس لغماً ، فينفجر به ، إنه منطقة خطرة .. حقل ألغام ..
انهارت بعد تأكدها من كلامه .. اعتصر الخوف اعصابها .. قلبها ، جلست على أقرب حجر و تحلق الأولاد حولها ، و بدأوا بالصراخ :
حسيــن . عد يا حسيـ يـ يـن ..
اقرب الفتى من حجر مرتفع ، وقف عليه و راح يناديه :
- " حسيـ يـ ين .. قف مكانك لا تبتعد أكثر ، الأرض مزروعة بالألغام ، عد على الطريق نفسه الذي نزلت به .. كي لا ينفجر تحت قدميك لغم .
لاحظوا جميعاً توقف الراية ، أيقنوا أنه سمعهم ، كان وجه الأم قد صار لوناً لراية أخرى .. راية الأمومة الخائفة ، فأشارت للفتى كي يكرر النداء .. و راح الوادي يردد مرة أخرى صدى ندائه الملهوف حقاً :
- حسيـــــ يـــــن ، لا تخف .. عد من حيث نزلت .. لا تنحرف يميناً أو يساراً .. أسلك خطاً مستقيماً .. ها نحن ننتظرك .. هيا عد بسلام .. سأعطيك الراية ، هيا ..
اقترحت ابنتها الكبرى أن ينزل الفتى ليأتي به ، وافق دون تردد .. و استدار يريد النزول ، انطلق صوتها الذي كان أسير خوفها من محبسه: لا .. لن أسمح لك بالنزول .. لن رضى لك ما رفضته لابني .. تعال قف قربي .. واصل حديثك معه .. و الله يتكفل به .
- سأنزل .. ربما أربكه الخوف ، أنا أكبر منه سناً .. ولا خوف علي .
قد تخطئ أنت أيضاً ، فتدوس لغماً ، لن أفرط بك ، تابع توجيهاتك له و انا ممتنة لك .. و تابع الفتى صراخه الموجه .. و راحت الراية تتغلغل بين الأشجار يلتمع لونها الأصفر حيناً تحت أشعة الشمس .. يغيبه اخضرار الأغصان الملتفة أحياناً ، كانت تتقدم في خط مستقيم باتجاههم .. و سمعوه يسألهم ، غير عابئ بالخوف الذي أغرقهم به ، انسجاماً مع مستوى طفولته !
- و هل ستعطيني الراية حقاً ؟؟
أضحكهم السؤال الذي بات قريب المصدر . أما الفتى فقد أجابه دون تردد :
- لقد وعدتك بذلك .. تابع التقدم ، و لكن بحذر .. و همس لأمه مبتسماً : ياله من شقي رائع .
و مع ذلك مرت الدقائق الأخيرة بطيئة ، مثقلة بالخوف و الترقب ، و لكنها انتهت بوقوف حسين أمامهم .. و غيّب منظره - مضحكاً ، حاملاً الراية الصفراء - منظر الأشلاء المتطايرة بعد التماع انفجار كان متوقعاً في ذهن الأم ، كان الفتى أسرعهم إليه ، و عانقه مهنئا إياه بسلامة الوصول و بالراية .. و لما استفاقت الأم من ذهولها ن اقتربت منه حين كان يقول بفرح : لن تفارق يدي طوال رحلتنا ، و لوّح بالراية أمامها ، أخذتها منه بحركة سريعة مفاجئة و نهرته هذه المرة بقسوة و ناولتها للفتى :
- " إنها لك ، لا يجوز لنا أخذها بأي حال .. أشكرك لكل ما فعلته من أجل هذا الصغير المتهور شكراً .. و إلى اللقاء .. "
و استدارت تجر ابنها الذي أرخى خطواته ، و استعد لموجة بكاء جديدة .. نادت صغارها للعودة و هي تحث خطاها نحو سيارتها ، قَصاصا له على شقاوته ، و لكن الفتى أسرع خلفها و هو يناديها بحرارة إلحاح صادق:
- " سيدتي .. توقفي قليلاً .. ارجوك .. " ، و راح يركض نحوها و لما وصل إليها أعطى حسيناً الذي كان يمشي بخطى متثاقلة .. الراية .. و توجه إلى أمه بحديثه :
- " أرجوك .. دعيه يأخذها .. هي هديتي له عن طيب خاطر .. سأكون أكثر فرحاً لو قبلتها مني .. و سأحزن حقاً لو رفضتها "
و عندما صارت في قبضته .. بدا حسين في أسعد لحظاته .. و جفت دموعه بسحر ابتسامة منتشية ، بفرح امتلاكها .. أما الأم فقد قربها شعوره بالأمومة نحو الفتى باتجاهه ، مدّت يدها إلى كتفه ، بحنوها الحقيقي لابنها ، لكنها فجأة أبعدتها ، لم يكن أمامها طفلاً ، صار فجأة رجلاً ، شجاعاً ، مقاوماً ، إنساناً متكاملاً ، أنضجته التجارب باكراً فتهيّبته ، لم تجرؤ على فتح محفظتها ، لتعوض عليه ثمن الراية ، كانت لو فعلت ستهين بطلاً .. أحجمت عن ذلك و سألته :
- قل لي كيف تحب أن أكافئك ، أن أبادلك ، إذ لا بد لي من ذلك ؟
أحنى الفتى رأسه مفكراً ، ثم رفع إليها عينين اغرورقتا بالدمع ، الذي سقط في قرار عميق في قلبها ، و توجّه بصوت غلبه التأثر إلى حسين :
- " إن وعدك لي بأن تحافظ عليها هو مكافأتي ، إنها ذكرى شهيد غالٍ ، رمز مقاومة منتصرة ، هل تعدني بذلك ؟
ليكن قلبك البريء الصغير موضعاً لها ، و متى صار قلبك موقعها ، أنت لن تبيعها ، أليس كذلك ؟ هل يبيع أحد قلبه ؟ هل باعه أحد من قبل ؟ " ، تأثرت الأم كثيراً ، و بكت بدموعه الملتمعة في عينيه و التي أبت مغادرتها إياء الرجال .
و اقتربت من ابنها و أمرته :
- " هيا يا حسين ، يجب ان تعده بذلك ، و أن تفي بوعدك له .. "
مد الصغير يده إليه بحب كما الكبار :
- أعدك بذلك يا صديقي ، هأنذا الآن أحبك أنت و الراية ..
و أخذ الفتى يد حسين مؤكداً له :
- و أنا أيضاً أحببتك ، أحببت هذه اليد التي أصرت على حمل رايتي ، خذها تذكاراً مني ولا تنسى يوماً أنها أهديت و لم تباع .
تعانقا طويلاً .. و بعد ان افترقا .. صافحه الصغار واحداً ، واحداً بإكبار ، أما الأم فقد جعلها شعورها بنضجه و مبدئيته تكتفي بتلويحة يد رافقتها نظرة أم علمت أنها اكتسبت من التحرير العظيم ما هو أسمى من ضيعة للصيف ، لقد التقت مقاوماً للسيف تحت راية صفراء و غير قابلة للبيع و لو كان ذهب الأرض ثمناً لها ، كان هذا اللقاء في عمرها أغلى هدية تلقتها من الله سبحانه ، مكافأة لصبر سنوات البعد الطويلة عن جنوبها الحبيب في يوم تحريره .. و سنوات الحزن المرير لأجل شهيده و أسيره .
[u]
- من كتاب رياحين الإنتصار - ولاء حمود .
منقول ... وعد
http://www.wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=2696