ثانيا سوابق إسرائيل، الإسرائيليون الصهاينة قتلوا يهوداً في أوروبا الغربية والشرقية وفي أماكن مختلفة من العالم، يهوداً من أبناء دينهم وأبناء جلدتهم من أجل إجبارهم على الهجرة إلى فلسطين المحتلة، لأنّ مشروعهم كان بحاجة إلى أن يقتل هؤلاء اليهود فقتلوهم. اليهود تعرضوا للقتل أيضا من قبل الصهاينة. إسرائيل لها مشروع سياسي في لبنان والمنطقة وهي تخدم مشروعها السياسي، إذا كانت الدماء التي يجب أن تسفك لخدمة مشروع إسرائيل السياسي هي دماء من 14 آذار فليكن. في حرب تموز سفكت دماء من قوى محسوبة من قوى 8 آذار ومن مختلف أبناء الشعب اللبناني، ولكن الحرب شنّت على المقاومة وعلى من يحتضن هذه المقاومة. لا فرق في الدم، هل هناك طفل يفرق عن طفل آخر أو امرأة عن أمرأة أو دم عن دم بالنسبة إلى الإسرائيلي؟، بالنسبة إلى الإسرائيلي مشروعه هو الأساس.
وهذا الذي يقدم عليه الإسرائيليون قد يكون بعلم الأمريكيين وهذا ما أعتقد به وقد لا يكون بعلمهم، ولكن اليد التي تقتل هي يد إسرائيلية. هناك نموذج وهو اغتيال النواب : النائب جبران التويني والنائب بيار الجميل والنائب انطوان غانم. أنظروا للملاحظة المشتركة، اغتيل النائب جبران التويني قبل يوم من اجتماع مجلس الأمن ـ أو يمكن بنفس اليوم ـ لإقرار المحكمة الدولية بالمبدأ، واغتيل النائب بيار الجميل في اليوم الذي كان هناك اجتماع لمجلس الأمن لإقرار نظام المحكمة الدولية، والثالث اغتيال النائب انطوان غانم في اليوم الذي كان مجلس الأمن مجتمعا ليستمع إلى التقرير التنفيذي لقيامة المحكمة الدولية والتي يشتكي الأمريكيون من تباطؤ تشكيلها، ما هذه الصدفة؟
لا أريد الدفاع عن سوريا، فسوريا هي أكبر دولة متضررة من المحكمة الدولية تقتل جبران التويني في يوم إقرار المحكمة وبيار الجميل في يوم إقرار نظام المحكمة وانطوان غام في يوم تقديم التقرير التنفيذي لتشكيل المحكمة ! أو أي أحد من حلفاء سوريا ؟ ولكن من الذي يفعل ذلك؟ يفعل ذلك إسرائيل وأمريكا. في لبنان أهالي الشهداء لهم مصلحة في المحكمة الدولية بأن تكشف القتلة ولكن أمريكا وإسرائيل مصلحتها في المحكمة الدولية مختلفة لأنّها من خلالها تريد أن تسقط آخر نظام عربي ممانع في هذه المنطقة، ومن خلالها تريد أن تفرض على سوريا تسوية على مستوى المنطقة في الموضوع العربي وفي الموضوع الإسرائيلي وفي الموضوع العراقي...
أنا لا اتهم أهالي الشهداء الذين يعملون بالليل والنهار من أجل إقامة المحكمة الدولية، ولكن اتهم إسرائيل نعم. ولاحظوا هذه العمليات الثلاث في أي منطقة جرت؟ كل المراقبين الأمنيين والأجهزة الأمنية تجمع أنّ هذا العمل الامني الذي نفّذ هو عمل دقيق ومحترف وبارع وأنّ الجهات التي نفذت هذه العمليات لديها إحاطة معلوماتية عالية وقدرة عملاتية عالية، في تلك المناطق من الأقوى، أليست الشبكات الإسرائيلية التي لها تاريخ تواجد أمني عريق في تلك المناطق ولها إحاطة معلوماتية ولها قدرة عملاتية؟ الذي له مصلحة أكيدة وقوية في الإغتيال في لبنان هي إسرائيل. لماذا أيضا لأنّ مشروع إسرائيل في لبنان هو مشروع الفتنة، مشروع أن يتقاتل اللبنانيون.
إسرائيل تنظر إلى المقاومة، في كل يوم هدوء في لبنان تعتبر إسرائيل أنّ المقاومة تزداد قوة، وفي كل يوم يحدث فتنة وقتال في لبنان يعني جر المقاومة إلى الداخل لترتاح إسرائيل. البعض يقول الآن مما تخاف إسرائيل فلا شيء في الجنوب؟ إسرائيل تنظر إلى المقاومة من باب القلق الإستراتيجي لأنّ المقاومة كقوة دفاعية عن لبنان تمنع إسرائيل من تحقيق أطماعها وطموحاتها وأحلامها في لبنان، ولذلك هي تريد استنزاف وإضعاف وإرهاق وجر المقاومة إلى صراع وقتال داخلي وهي المستفيد الأول من أي قتال داخلي وفتنة داخلية تحصل في لبنان، كما هي الآن في فلسطين حيث المستفيد الأول من أي تقاتل داخلي هو الإحتلال الصهيوني وكذلك الحال في لبنان.
إذا قتلوا منّا لن تحصل فتنة. سابقا بعض الناس قالوا لي لقد أخطأت يا سيد عندما قلت إذا قتلتم منّا ليس شخص بل ألف شخص لن ننجر إلى الفتنة : لقد جرّأتهم علينا. هم يعرفون لو قتلوا منّا لن ننجر إلى الفتنة وهذا ليس دعوة لهم للقتل، بل لو قتلوا منّا سنثأر من الصهاينة وليس من اللبنانيين، هكذا نفكر نحن. ولو قتلوا منّا فهذا سيزيد قوة المعارضة والتفاف الشعب حول المعارضة والإحساس بمظلومية المعارضة. كان المطلوب أن يقتل من الطرف الآخر لأنّ لديه تهمة جاهزة مئة بالمئة ولا يحتاج إلى معطيات لا قضائية ولا أمنية ولا ينتظر تحقيق دولي. في أيام شهر رمضان المباركة يوجد خلف القضبان (موقوفين)، هناك عائلات سوف تعيّد بضعة أيام، ولكن هناك عائلات موقوفين من الضباط وغير الضباط في السجون اللبنانية بقرار قضائي سياسي وبعد أكثر من سنتين (احتجاز)، في الوقت الذي لم يثبت التحقيق أي تهمة بحق هؤلاء الأشخاص وفي الوقت الذي يقول رئيس لجنة التحقيق الدولي وأيضا رئيس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة أنهم غير معنيين بالموضوع وأنّ الموضوع يعني القضاء اللبناني.
أنا هنا وفي هذه الليلة المباركة أناشد وأطالب القضاء اللبناني أن يحكم ضميره وأن يتذكر أنّ له موقفا كبيرا بين يدي الله يوم القيامة، عندما يبقي أشخاصا في السجن ظلما وعدوانا فقط انسجاما مع الضغوط السياسية والقرارات والحسابات السياسية. في كل الأحوال، هناك فريق سياسي في لبنان جاهز، أي اغتيال وأي تفجير هو يحمل هذا الدم والمتهم جاهز وتركيب النتائج جاهزة، هم لا يوجهون فقط اتهام بل يتهمون ويقاضون ويحاكمون في آن واحد، ولذلك توغل إسرائيل في القتل. قلتم أنّ إقرار المحكمة الدولية يوقف القتل فلم يوقفه، وقلتم سابقا تشكيل لجنة تحقيق دولية يوقف القتل فلم توقف، وحتى لو تشكلت بالفعل وحقيقة، ما دام أنّ الذي يريد القتل في لبنان يحمل مشروعا سياسيا ويسفك دما من هذا النوع وهو بمنأى عن المحكمة الدولية وعن التحقيق الدولية وحتى عن اتهامكم وأعني إسرائيل، طالما أنّ القاتل الحقيقي بمنأى عن الإتهام والتحقيق وعن المحكمة ويحقق أغراضه فلو شكلتم مئة محكمة دولية فهو سيستمر في القتل.
(...) أنا أتهم بصراحة بالقرائن والمعطيات والمستفيد والقراءة السياسية المحلية والإقليمية والدولية والمصالح التكتيكية والإستراتيجية أقول إنّ إسرائيل هي التي ترتكب أعمال القتل والإغتيال التي تحصل في لبنان. يجب على اللبنانيين جميعاً أن يرتبوا حساباتهم على هذا الأساس وأن لا يخطئوا في الحسابات وأن لا يأخذوا بلدهم بالظن وبسوء الاتهام وبسوء التقدير إلى حيث تريد إسرائيل من سفكها لهذه الدماء التي تقتل ظلماً وعدواناً.
في موضوع اغتيال النائب انطوان غانم أيضاً، هناك مؤشر سياسي آخر، بعد أن طرحت مبادرة الرئيس بري ووافقت عليها المعارضة، وكان هذا في الحقيقة تنازلاً كبيراً من المعارضة التي بالمناسبة قدمت التنازل تلو التنازل ليس ضعفاً، والكل في لبنان والعالم يعرف أن المعارضة وان جمهور المعارضة ليس ضعيفاً، ولكن من باب الحرص على البلد وأمن البلد واستقراره، قبلت المعارضة بالتنازل عن مطلب حكومة الوحدة الوطنية وبرئيس توافقي على قاعدة اعتراف والتزام الطرف الآخر بنصاب الثلثين. لكن أريد أن أقول لكم المعارضة عملياً، وإن لم تقل، قدمت أيضاً تنازلاً آخر وكبير حتى في مبادرة الرئيس نبيه بري، أنها قبلت بالتفاوض على رئيس توافقي في الوقت الذي لم يعلن فيه فريق 14 آذار التزامه بنصاب الثلثين، وهذا تنازل إضافي وكبير لأنه كان من حق المعارضة أن تقول مبادرة الرئيس نبيه بري تقول نحن نتخلى عن مطلب حكومة الوحدة الوطنية مقابل التزامكم بنصاب الثلثين وقبولكم برئيس توافقي، وهم لم يلتزموا حتى الآن بنصاب الثلثين، وكل يوم صباحاً ومساءً يهددوننا بالنصف + واحد. حتى عندما يتحدثون عن المعارضة يقولون تريد المعارضة أن تأخذ منا "سلاح" النصف + واحد، هم يسمونه سلاح. لم يلتزموا بنصاب الثلثين، ومع ذلك دولة الرئيس نبيه بري دخل في نقاش حول رئيس توافقي، وأصدرت أحزاب وقوى المعارضة تأييداً للمسعى الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري، فماذا تريدون أكثر من هذا الحرص من المعارضة؟ أبداً ليس ضعفاً وإنما هو حرص على وحدة البلد واستقراره وسلامته والوصول إلى النتيجة المطلوبة. لكن من الذي يريد، من الذي له مصلحة أن لا يكون هناك رئيس توافقي في لبنان؟ بعض الناس قالوا سوريا! أنا أضمن لكم أن سوريا تقبل برئيس توافقي وهي جادة بهذا الموضوع وأنا أعرف ذلك. الذي ليس له مصلحة بالدرجة الأولى برئيس توافقي في لبنان هي إسرائيل، لأن الرئيس التوافقي يعني حكومة وحدة وطنية، يعني بالنسبة للإسرائيلي هو لا يرى في لبنان إلا سلاح المقاومة، حكومة وحدة وطنية ورئيس توافقي يعني ليس رئيس مواجهة ، إسرائيل تريد رئيس تحد، رئيس مواجهة، رئيس ملتزم وليس حيادياً في مسألة سلاح المقاومة، فضلاُ عن أن يكون متفهماً، فضلاً عن أن يكون ملتزماً بهذا السلاح. إسرائيل ومن خلفها أمريكا تريد رئيساً ملتزماً بنزع هذا السلاح وبالقضاء على المقاومة، تريد رئيس مواجهة، تريد رئيس فتنة لأن مشروعها في لبنان هو مشروع الفتنة.
قُتل النائب انطوان غانم لقطع الطريق على مبادرة الرئيس بري، هذا أيضاً مؤشر إضافي.
في الاستحقاق الرئاسي سمعنا أقوالاً كثيرة في الأيام القليلة الماضية، وأن الطرف الآخر يريد استحقاق رئاسي لبناني محض. نحن نؤيدهم في هذا، نحن نريد استحقاق رئاسي محض. ونريد استحقاق رئاسي لا يتدخل فيه أحد، لا السوريين ولا الأميركيين، والجميل أن الأميركيين ينبهون العالم أنه ممنوع أن يتدخل وهم يتدخلون، ويدينون العالم لماذا يتدخل وهم يتدخلون، وهذا تعبير عن مستوى العجرفة والكبرياء والتسلط الذي تمارسه الإدارة الأميركية في كل أنحاء العالم. أيضاً تحدثوا عن شيء آخر: للمرة الأولى نريد أن ينتخب اللبنانيون الرئيس. نحن أيضاً نؤيد ذلك، نريد أن ينتخب اللبنانيون الرئيس بمعزل عن التدخلات الخارجية. أيضاً قالوا أنه لا توجد فئة في لبنان تستطيع أن تحتكر إرادة اللبنانيين. صحيح ، لا تستطيع المعارضة أن تقول أنها تعبّر عن الأغلبية الساحقة من إرادة اللبنانيين ولا الموالاة تستطيع ان تقول الشيء نفسه. لكن كيف نصل إلى هذه النتيجة ؟ إذا كنا نريد حقيقة استحقاق وفاقي ولبناني محض ويعبّر عن إرادة الشعب اللبناني، توجد لدينا طرق سلمية وقانونية ومدنية واضحة: أولها رئيس توافقي. تفضلوا لنتفق على رئيس فتنتهي الأزمة. عندما تجمع القوى السياسية اللبنانية الأساسية كلها أو الموالاة والمعارضة على رئيس فهذا رئيس لبناني مئة بالمئة وصنع في لبنان مئة بالمئة ويعبر عن إرادة اللبنانيين مئة بالمئة. هذا طريق. تجاهل هذا الطريق معناه أننا لا نريد رئيس لبنان وفاقي واستحقاق لبناني محض. التهديد بالنصف + واحد يعني أننا نصغي إلى مكان آخر ولا نصغي إلى مصلحة لبنان الواضحة.
الخيار الثاني إذا لم نستطع أن نعمل توافق، ولماذا لا تعمل القوى السياسية توافق؟ لأنها يمكن أن تتعرض لضغوط، ضغوط خارجية ويمكن ضغوط داخلية. أحسن سبيل ليعبر الشعب اللبناني عن إرادته، تعالوا لنحتكم إلى إرادة الشعب اللبناني. يقولون أن هذا يحتاج إلى تعديل دستوري! ألا يستحق لبنان وشعب لبنان ومستقبل لبنان في هذه المرحلة الخطيرة جداً أن يجتمع النواب ليعدلوا الدستور لمرة واحدة فقط، يتاح فيها للشعب اللبناني أن ينتخبوا رئيسهم مباشرة وبعيداً عن التدخلات الأجنبية؟ المضحك المبكي ، دائماً عندما نتحدث عن إرادة الشعوب، الأميركيون يتحدثون عن إرادة الشعوب، تعالوا لنرى إرادة الشعوب، ماذا تريد إرادة الشعب الفلسطيني؟ ماذا تريد إرادة الشعب العراقي؟ عندما تجرون اتفاق تسوية أوسلام لماذا لا تجرون عليه استفتاء ؟ في أوروبا مسموح الاستفتاء لكن في فلسطين ممنوع وفي العراق ممنوع وفي لبنان ممنوع، لماذا؟ لأنه ممنوع أن تعبر هذه الشعوب عن إرادتها. تعالوا للنظر ماذا يريد الشعب العراقي؟ لماذا لا يعملون استفتاء ات، لأنهم مطلعين على استفتاءات الرأي. يعني مثلاً إذا عرضنا بقاء قوات الاحتلال أو وضع جدول زمني لخروج قوات الاحتلال من العراق على استطلاع الرأي، فستكون النتيجة أن نسبة عالية جداً من العراقيين تريد خروج قوات الاحتلال، ولذلك طبيعي أن لا يحصل استفتاء في العراق على بقاء أو خروج قوات الاحتلال، مع العلم أن هذا مفتاح كل الأزمة. من الطبيعي أن لا يحصل استفتاء في فلسطين على أي اتفاقية سلام ! من الطبيعي أيضاً في لبنان أن نواجه بأن هذه بدعة! من قال انها بدعة ؟ في كل الديموقراطيات هذا الأمر موجود. يا تفضلوا عدلوا الدستور لمرة وحدة حتى يتمكن الشعب من الانتخاب وننتهي من هذه المصيبة وبهذه الطريقة يكون استحقاق لبناني يعبّر فيه الشعب اللبناني لمرة أولى في التاريخ عن إرادته الحرة والمستقلة، وهذا التحدي الكبير أمامكم. ويوجد خيار ثالث، إذا كنتم لا تريدون أن تجروا تعديلاً دستورياً، فلنقم نحن القوى السياسية التي لم تستطع الاتفاق على رئيس ونتبنى ونقبل أن نستقدم ثلاث أو خمس مؤسسات استطلاع رأي، حيادية، علمية، موثوقة ، تأتي وتجري استطلاع رأي في لبنان، الشخصية التي تحظى بأعلى نسبة تأييد نذهب إلى البرلمان وننتخبها رئيساً للجمهورية ، وهكذا نحترم إرادة الشعب اللبناني، لماذا لا تقبلون؟ هذه صيغ لاحترام إرادة الشعب اللبناني. إذا قلتم أكثرية عديدة والتركيبة في لبنان توافقية إذا تفضلوا على التوافق. إما تقبلون بالأكثرية العددية أو لا تقبلون؟ تقبلون بالأكثرية العديدة فلها لوازم، وتريدون الأكثرية كيفما كان تفضلوا هذه صيغة، وإن كنتم تريدون القول أن لبنان متنوع ومبني على تركيبة طائفية هذا له لوازمه ، فلماذا لا نلتزم بهذه اللوازم؟
نحن لا نزال منفتحين ونؤكد، نعم، يجب أن يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانياً محضاً،يجب أن يعبر اللبنانيين بحرية عن إرادتهم في الاستحقاق الرئاسي، ويجب أن يأتي رئيس لبناني توافقي، وإلا فليتح المجال أمام الشعب اللبناني لإيصال رئيس إلى هذا المنصب وإلى هذا الموقع بمعزل عن الصراع الحالي، لأن النصف + واحد غير دستوري، والرئيس الذي يأتي بالنصف + واحد، هو غير دستوري وهو غير قانوني وهو غير ذي صفة وهو الفراغ بعينه بل هو أسوا من الفراغ.
تبقى نقطة أود أن أتحدث عنها في الاستحقاق الرئاسي، سمعنا كثيراً في هذه الأيام أن البرنامج أهم من الشخص. أنا أريد أن أخالف، شخص الرئيس أهم من البرنامج، لسببين: السبب الأول أن السلطة الحاكمة في لبنان ليست الرئيس وإنما الحكومة، نعم فكر الرئيس، نواياه، تطلعاته السياسية، مؤثر لا شك في قرار الحكومة. والأمر الثاني أن الرئيس قد يقدم برنامجاً الآن ولكن قد يعدل عنه في المستقبل، من الذي لديه ضمانات من أن يعدل في البرنامج؟ وفي لبنان أهون شيء أن يغير الشخص ثيابه وأهون شيء أن ينقل البارودة من كتف إلى كتف! وللأسف الكذب ملح الرجال، في الوقت الذي ملح الرجال هو الشهامة والصدق والشرف. اليوم عندما يقال هذا السياسي "يا بيي شو شاطر"، يعني "يابيي إنو بيعرف يكذب ويلعب ، والذي لا يعرف يقولون عنه ليس سياسياً.
شخص الرئيس أهم من البرنامج. ماذا يعني شخص الرئيس؟ يعني نريد رئيساً وطنياً. التجارب أثبتت أنه لا يخضع للضغوطات والسفارات وليس النوايا الحسنة،التجارب تقول هذا رجل لا يخضع للضغوط ولا للسفارات ولا يخاف ولديه الشجاعة الكافية ويقدم المصلحة الوطنية وحاضر أن يتحمل المسؤولية بجد وصادق ويفي بوعده، هذا شخص الرئيس، هذا الشخص موجود "ونص" وبالتالي نستطيع أن نصل إليه ونتوافق عليه.بالنسبة لنا شخص الرئيس هو الذي يشكل الضمانة ليس الورقة او الخطاب الذي يعلنه . تقول لي هذا رجل يلتزم بكلمته يفي بوعده صادق في وطنيته لا يخضع للضغوط ولا للترهيب ولا للترغيب ولا يشرى بملايين الدولارات وطنه أغلى شيء عنده، اقول لك على رأسي هذا يشكل لي ضمانة، وهذا يقدر أن يكون رئيس جمهورية لبنان الذي يحمي لبنان ووحدته وسلمه واستقراره وأمنه ويقدر أن يبني فيه مع حكومة وحدة وطنية جدية، يقدر أن يبني دولة ويواجه كل التحديات والأخطار المقبلة على لبنان وعلى المنطقة. هذه هي رؤيتنا ، ونحن نعود ونؤكد، المعارضة كلها ونحن بالخصوص بالرغم مما يقال أو قيل نؤكد حرصنا على وحدة البلد وسلم البلد وأمن البلد واستقرار البلد والوفاق في البلد والحوار في البلد، لكن طاولة الحوار التي نجلس عليها 8 و 9 ذاهبين عائدين هذه لا تعطي نتيجة . دائماً كنا نقول فلان أو فلان أو فلان من قيادات المعارضة وقيادات الموالاة يجلسوا ويتناقشوا بشكل جدي فلا مانع. بالنسبة لي أنا شخصياً لدي ظروفي الخاصة التي تمنعني، لكن الأخوة الآخرين موجودين ويستطيعون أن يتحملوا المسؤولية. تأتي المبادرة العربية يومين أو ثلاثة وتغادر " ما بيمشي الحال هيك" أي أحد يريد أن يساعد فليأتي ويجلس ويتحدث مع الجميع فنحن موافقون أن نتحدث مع كل العالم ويتم الجلوس مع الكل ، لكن نبحث عن أطر جدية وصيغ جدية للحوار تؤدي إلى النتائج المطلوبة.
في يوم القدس العالمي أود أن أؤكد لكم في أجواء شهر رمضان المبارك أؤكد لكم أن المستقبل ليس مخيفاً كما يصور لنا، نعم هناك تحديات وأخطار وأعاصير. من معجزات القرآن الكريم الكبرى عندما حدّث القرآن على لسان رسول الله محمد (ص) قبل 1400 سنة أن بني إسرائيل سيفسدون في هذه الأرض المقدسة وسيعلون علواً كبيراً، قال رسول الله ذلك نقلاً عن الوحي وبالآيات القرآنية في الوقت الذي لم يكن هناك يهود في فلسطين إلا قلية قليلة ضعفية، في الوقت الذي كان فيه بنو إسرائيل مجموعة قبائل ممزقة مشتتة في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا واليمن وغيرها، وجاء القرآن ليتحدث عن حدث سوف يحصل بعد 1400 سنة ، وهذه من المغيبات والآيات العظيمة في كتاب الله عز وجّل، وأقام هؤلاء دولة لا سابقة لها في تاريخهم، لم يسبق في تاريخ بني إسرائيل أن أقاموا دولة عالية في الأرض كما هو حال هذه الدولة، ولكن القرآن الكريم الذي حدثنا قبل 1400 سنة أن هذه الدولة العالية المفسدة المستكبرة القاتلة ستقوم في الأرض المقدسة، حدثنا أيضاً وبشكل قاطع وجازم بأن هذه الدولة لن تبقى وبأن عباد لنا أولي بأس شديد سيجوسون خلال الديار، وفي مرحلة لاحقة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.
عندما أعلن الأمام الخميني يوماً عالمياً للقدس، كان الخميني ابن القرآن الذي كان يرى صدقاً وعد الله المفعول بأن بيت المقدس هذا سيعود إلى أصحابه وسيتطهر من دنس الاحتلال ورجس المحتلين إنشاء الله.
وعد دعم حركة المقاومة ..
http://www.wa3ad.org/index.php?show=news&action=article&id=12974