صحيفة الرياض - « القطيف - منير النمر » - 14 / 1 / 2008م - 5:43 ص
سببت أمطار غزيرة هطلت أول أمس على المنطقة الشرقية في غرق بيوت الصفيح المتواجدة في جزيرة تاروت وبلدة العوامية.
وعلى رغم التحصينات المتأخرة التي قام بها قاطنو الاكواخ، إلا أن ذلك لم يمنع من دخول المياه لبيوتهم التي تخللها الماء من كل زاوية، بما في ذلك الاسقف المكونة من الخشب، أو صفائح الالمنيوم.
ويعاني الفقراء في ايام الشتاء من الأمطار والبرودة، وبخاصة ان الصفيح يقوم بتجميع البرودة من دون أن تتوفر لقاطني بيوت الصفيح المدفآت.
ووقفت "الرياض" على بيت صفيح يعود لابي محمد ( 70عاماً)، وبمجرد دخول البيت لا تتمكن من السير فيه بسبب ارتفاع المياه، كما ان تسليك الكهرباء بدائي جداً، ما قد يسبب حريقاً.
وعن سوء وضعه قال ابو محمد: "اتلقى مساعدة من جمعية العوامية الخيرية، بيد أن حالي ما يزال ضعيفا"، فيما اكد عاملون في الجمعية ان مساعدات الجمعيات تبقى محدودة لان الميزانية تتوزع على جميع الفقراء.
واضاف ابو محمد: "حين تمطر الدنيا يغرق الماء بيتي من الداخل، ما يعكر نومي".
مضيفاً: "الفئران والحشرات لا تكف عن الخروج ليلاً وتتكون برك، مشيراً إلى أن اول يوم للمطر كان سيئاً بالنسبة له، مستدركاً اعرف ان المطر خير من الله لكنه بالنسبة لي يدمر ممتلكاتي".
ويقوم قاطنو بيوت الصفيح بابتكار طرق بدائية يحاولون من خلالها صد زخات المطر، منها وضع السواتر الترابية امام الابواب لئلا تدخل لهم مياه الأمطار، فمعظم بيوت الصفيح اقل من مستوى سطح الأرض، ما يؤدي لدخول المياه بكثرة لداخل المنزل.
وعلى بعد عشرات الكيلو مترات من معاناة ابي محمد تضطر أم عبدالله ( 60عاماً) التي تقطن بيت صفيح في جزيرة تاروت لتغيير نمط حياتها حين تتجمع مياه الأمطار في كوخها، فتقوم بتغيير مسار دخولها لئلا تضطر للمشي في المستنقع الناجم عن مياه الأمطار.
ويخشى قاطنو بيوت الصفيح من استمرار الأمطار، فالمياه تدخل من نواح عدة، ومن الصعب السيطرة عليها حسب قول ابو محمد الذي يضيف معاناته مع الأمطار "تشتد معاناتنا مع استمرار هطول المطر لعدة أيام، فالمياه القادمة من الغيوم لا ترحمنا، والمياه الطافحة من المجاري تسبب الروائح".
ملخصاً المعاناة "لا تأتي المياه عن طريق الأرض، بل تتسرب من أعلى السقوف الحديدية".
من جانب آخر تشتد مخاطر الكهرباء في بيوت الصفيح اثناء هطول المطر، ويرى مطلعون على بيوت الصفيح ان تسليك الكهربائي "بدائي جداً"، ما يجعل من أي التماس كهربائي ناتج عن تسرب المياه للداخل مسألة في غاية الخطر كما يخشى ابو محمد على حياته في كوخه.
ويشرح كيفية تعامله مع الأمطار بقوله: "تأتي المياه من كل مكان، وكل خوفي يكمن في التماس كهربائي.
ورغم معرفته بحجم الاضرار الناجمة عن أي التماس كهربائي غير انه لا يستطيع وضع احتياطات وان كانت شكلية، ويقول متسائلاً: "كيف أضع احتياطاتي وأنا لا أملك دفع أجر من سيقوم بتركيبها".
مشيراً إلى ان بعض الشبان من غير المختصين هم الذين يسلكون له الكهرباء.