الأديب الراحل عبد الله الجشي
توفي مساء الأحد الشاعر والأديب السعودي الكبير عبد الله الجشي بعد معاناة طويلة مع المرض تاركا خلفه سيرة أدبية قل نظيرها في الوسط الثقافي المحلي والوطني.
عبد الرسول الجشي كما عرف في صغره وأبا قطيف كما اشتهر فيما بعد رحل عن عالم الدنيا عن عمر ناهز 82 عاما.
وظل الجشي طريح الفراش منذ عدة أشهر حتى وافاه الأجل مساء اليوم بالمستشفى التخصصي بالدمام.
وللراحل سيرة أدبية غنية استهلها بالشعر مذ كان في الثالثة عشر من العمر حين كان في العراق برفقة والده الشيخ علي الجشي كما روى لصحيفة الشرق الأوسط.
وعرف الجشي كأحد أبرز رواد الحركة الرومانسية بالقطيـف وركائزها الذين أسهموا في صنع تطورها وفقا لمحمد سعيد الخنيزي صاحب كتاب الشعر ودوره في الحياة.
وصدر لأبي قطيف عدة مؤلفات منها؛ ديوان عبد الرسول الجشي، كتاب تاريخ القطيف، ملحمة شعرية عن الخليج العربي، من كل ربيع زهرة «شعر»، غزل وغناء «شعر»، بحوث تاريخية حول القرامطة، شراع على السراب «ملحمة قصصية شعرية تاريخية تحتوي ما يقارب 3000 بيت» الحب للأرض والإنسان «شعر»، قطرات ضوء «رباعيات شعرية»، الدولة القرمطية في البحرين، تاريخ النفط في القديم.
الفقيد الجشي المولود لأم عراقية قضى حياته بين القطيف والعراق ووصف نفسه ذات يوم بالقول "أنا نصفي الأول من القطيف ونصفي الآخر من العراق.. فأبي من القطيف وأمي عراقية".
وارتبط بشبكة علاقات واسعة مع أبرز أقطاب الشعر والأدب العربي في العراق من أمثال محمد مهدي الجواهري ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب.
قضى في العراق فترتين (1937 حتى 1948) برفقة والده الذي سافر إلى النجف لدراسة العلوم الدينية والثانية (1979 حتى 1993) حين حط ركابه بعد ترحال طويل في القطيف.
ومع ذلك لم يكن يخفي اعتزازه بمسقط رأسه حتى قال "أنا اشعر بأصولي هنا في هذه الأرض.. سميتُ ولدي «قطيف» وأسميت ابنتي «يمامة» ولو قدر لي وأنجبت مولوداً لكنت أسميته «ثقيف» نسبة الى الطائف ولو رزقت بإبنة أخرى لأسميتها «طيبة» نسبة للمدينة المنورة."
وكان الراحل الشخصية الأدبية الأبرز التي نالت تكريما رسميا في مهرجان الجنادرية لعام 2005 نظير عطاءه الأدبي على امتداد ثمانية عقود.
السيرة ذاتية:
• ولد عبد الله بن الشيخ علي الجشي «كان يسمى في صغره عبد الرسول» عام 1926 بالقطيف، على الساحل الشرقي للخليج العربي، وتعلم في كتاتيبها ثم انتقل مع والده وهو لا يزال صغيراً الى العراق، ليكمل تعليمه في النجف الأشرف. وكانت أسرته في القطيف تتعاطى الأدب والفقه وتجارة اللؤلؤ.
• تولى تحرير مجلة «الغري» في النجف، وإدارة مكتبة الرابطة الأدبية بالعراق. وساهم في الإشراف على جريدة «أخبار الظهران» في المنطقة الشرقية بالسعودية. كما نشر بحثاً بعنوان «الدمام في مدرجة التاريخ» في جريدة «الفجر الجديد» التي اصدرها احمد يوسف الشيخ يعقوب في الدمام سنة 1374هـ.
• بعد عودته الى المملكة في 1948اشتغل مبكراً بالعمل الأدبي، وأتصل برموز الأدب السعودي، بينهم العلامة حمد الجاسر، الذي كان يعمل في الظهران مشرفاً على التعليم في شركة ارامكو. ونشر بعضاً من انتاجه في مجلة «اليمامة» التي اصدرها الجاسر، ومجلة «العرب».
• في الفترة نفسها التي اعقبت عودته «الأولى» من العراق، اشتغل ايضاً بالتجارة، وعمل في مجال الذهب، لكنه لم يستمر طويلاً، إذ عمل في العمل الحكومي منذ عام 1954 بعد أن أقنعه عبد العزيز المعمر مدير مصلحة العمل والعمال التي كانت قد أنشئت في حينها.
• نشر في «الأمالي والأدب» في بيروت و«صوت البحرين».
• صدرت له ملحمة شعرية بعنوان: «شراع على السراب» كما صدر له ديوانان هما: «قطرات من ضوء»، وديوان «الحب للأرض والإنسان» 1419 هـ.
• وله مؤلفات نثرية منها «بحوث تاريخية» و«الدولة القرمطية» في البحرين «وتاريخ النفط في العالم».
• أقام في العراق فترتين: الأولى حين كان طفلاً صغيراً مع والده الشيخ علي الجشي الذي سافر إلى النجف لدراسة العلوم الدينية. وعاد مع والده لبلده عام 1948 والفترة الثانية كانت عام 1979 وأقام في بغداد، وقد عاد لوطنه عام 1993.