بيوت الصفيح تنتظر الحل وإيجاد البديل من المعنيين
العوجان: لا يمكن إزالة بيوت الصفيح بدون توفير البديل
في
بيوت مصنوعة من الصفيح ببعض أحياء جزيرة تاروت بمحافظة القطيف.. تعيش نحو
84 أسرة تكالبت عليها الظروف والمحن لتحيا مأساة مستمرة بين حرارة الصيف
وبرودة الشتاء. وراح قاطنوها ينتظرون مد يد العون من أصحاب الأيادي
البيضاء، بعد أن انقطعت بهم السبل رغم الإعانة التي يتلقاها المستفيدون من
جمعية تاروت للخدمات الاجتماعية التي أصبحت لا تكفيهم في ظل صعوبة الحياة
وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تتزايد عاما بعد آخر. وتتلخص معاناة
الأسر هناك في أبسط مقومات العيش الكريم، حيث لا تمتلك أرضاً صالحة للبناء،
وتعاني عزوف من حولهم عن الدعم المالي والمساعدة في بناء منزل مؤهل للسكن.
من جهتها، طالبت جمعية تاروت الخيرية، ممثلة في لجنة تحسين المساكن،
الجهات المعنية بتوفير أرض حكومية لبناء وحدات سكنية من أجل التخلص من بيوت
الصفيح.
وكانت الجمعية خاطبت في وقت سابق أمانة المنطقة الشرقية بطلب الأرض
المعنية في جزيرة تاروت التي تقع على مساحة 30 ألف متر مربع، وتتسع لبناء
333 وحدة سكنية تقريباً يستفيد منها أصحاب بيوت الصفيح والبيوت الآيلة
للسقوط في المنطقة.
"الوطن"
قامت بجولة ميدانية لاستقصاء الواقع الصعب الذي يعيشه قاطنو بيوت الصفيح
في تاروت برفقة عبدالله العوجان مسؤول لجنة تحسين المساكن بجمعية تاروت
الخيرية، والتقت بعض أصحابها حيث قال "أبو علي" الذي يسكن في بيوت الصفيح
منذ 40 عاماً "نعاني صعوبة الحياة في منزلٍ غير آمن، سئمنا هذا الوضع
الصعب، ولا نمتلك الحل لإنهاء هذه المعاناة، في الصيف تكثر الحشرات
والقوارض التي تأتي إلينا من كل جانب، ولا نستطيع أن نمكث طويلاً داخل
الدار بسبب ما نعانيه من حرارة الشمس الشديدة والرطوبة العالية، نحن فقط
نرجو أن نحصل على مساعدة لبناء منزل حديث، كما هو حال الآخرين".
وفي منزل آخر، أوضح "راشد. د" أن مساحة المنزل تضيق بعائلته المكونة من 8
أفراد. وقال "المنزل لا يتجاوز 3 غرف رئيسية ومطبخا وصالة وحماما، ونتضرر
كثيراً عند هبوب عاصفة مثلا في الشتاء إذ تقتلع الأسقف، وعند هطول الأمطار
الغزيرة يغرق المنزل ولا نجد مكاناً نأوي إليه، نحن بحاجة لمد يد العون
لبناء منزل".
وأضاف: بعض المساكن التي نسكنها موقوفة وتحتاج استخراج صكوك حديثة من أجل بناء منزل جديد.
وفي منزل ثالث، أشار "أبو محمد" إلى أن أسرته تفتقد أبسط مقومات العيش
الكريم، كما أن المرض يهدد حياة الأطفال، إذ ينتقل لهم عن طريق التلوث
الموجود داخل الصفيح. وقال: أرجو إيجاد حل لنا وتوفير مساكن لكثير من
العائلات أمثالي قاطني بيوت الصفيح لما يواجهونه من صعوبات مستمرة جراء
افتقادها لأدنى شروط الحياة الكريمة.
وطالب ساكن منزل رابع هو "أبو عمار" أصحاب الشأن بإيجاد حل سريع ينقذهم
من المعاناة التي لا تكاد تنتهي عند حدوث أي مشكلة. وقال: نسكن في بيوت
الصفيح بغير رغبة منّا، ولكننا لا نجد البديل في ظل تردي الحالة المادية
الصعبة لدى ساكني هذه البيوت، فهي تفتقد لأدنى معايير الأمن والسلامة في
حال وقوع حريق لا سمح الله، وذلك بسبب رداءة الأسلاك الكهربائية والتوصيلات
غير الآمنة، فنحن نعيش في رهبة مستمرة بسبب ذلك.
من جهته، أفاد رئيس لجنة تحسين المساكن بجمعية تاروت الخيرية عبدالله
العوجان بأن مساعداتهم لقاطني بيوت الصفيح تتجلى في مشاريع سكنية يجري
تنفيذها في الوقت الراهن. وقال إن الجمعية تتوجه لإنشاء مشروع بناء الإسكان
الخيري الذي سيغطي 6 أسر من سكان الصفيح، إضافة إلى 6 شقق سيقدمها مشروع
كافل اليتيم بالجمعية، وهو في مرحلة التشطيب النهائية. وأضاف أن إمكانيات
الجمعية محدودة ونتوجه لمساعدة 84 منزلاً من بيوت الصفيح، بجانب 232 منزلاً
آيلاً للسقوط، لافتاً إلى أن بيوت الصفيح تتركز في 3 مناطق في تاروت هي:
الخارجية والوقف والحوامي.
وشدد العوجان على أن الجمعية تسعى لتوفير شروط السلامة للأسر في بيوت
الصفيح التي تسكنها، والتي تمثل خطراً عليها وعلى جيرانها. وقال: لا يمكن
التوجه لإزالة بيوت الصفيح بدون توفير البديل.
وأكد العوجان أن الجمعية استطاعت خلال السنوات العشر الماضية بناء 14
منزلاً حديثاً فقط لأصحاب بيوت الصفيح، قائلاً: تقر الإدارة مبلغا ماليا من
أجل مساعدة أصحاب بيوت الصفيح في بناء منزل واحد فقط كل عام حسب
إمكانياتها المحدودة، بجانب مساهمة ودعم بعض رجال الأعمال. وأضاف أن
الجمعية أجرت صيانة لـ 96 منزلاً آيلاً للسقوط، إضافة لحالات الطوارئ التي
تتمثل في مساعدات الحريق والأمطار وتقديم الدعم اللازم في وقت الأزمات.